الصحافة _ هدى اليازيدي
من بديهيات العبودية في القرون الوسطى إمتثال الأمة والعبد لأوامر السيد، الذي قد يأمرهما بأشياء ضد رغباتهما، بل قد يجبران على إتيان أشياء تخالف الطبيعة و الفطرة البشرية.
إذا سلمنا بهذه الحقيقة التاريخية سنفهم حتما كيف يراد تأليه بعض الأشخاص ورفعهم إلى مصاف حلالي العقد، لا لشئ سوى لأنهم يمتلكون الثروة، التي لا يمكن أن يبرروها، حيث أن نعمة المخزن ظاهرة عليهم و رائحة الصفقات والتفويتات يعرفها اليوم القاصي والداني ، مما يخلق إمبراطورات مالية في بضع سنين.
كن مظاهر التأليه أن تصف الكائن البشري بمول السوارت في تجاهل تام لباقي المؤسسات الفاعلة بما فيها المؤسسةالملكية . و من مظاهر العبودية أن تصف الإنسان بما ليس فيه . حيث أن الذي يراد له قيادة المغرب ( الى بر الأمان ) يمارس من داخل الحكومة لمدة تقارب 12 عام دون نتائج ملموسة فيما يدبره من مصالح و أموال المغاربة .
حيث لم يكتفي الكومبرادور أخنوش (العظيم) من الكذب على المغاربة بإستمرار، حيث وعد المغاربة قبل استحقاقات 2016 بتطليق السياسة، و التركيز على الصناديق المنتفخة بملايين الدراهيم، لكنه أخلف وعده حيث نزل بالمظلة ليرأس حزب الأحرار، في غياب تام لأدنى مسارات و أنساق الديموقراطية الحزبية.
هل نسي الوزير الملياردير ( مول الطياير ) ما قاله للمغاربة إبان المقاطعة ؟!! . وهل نسي مول المازوط تحديه للشعب المغربي، عندما شرب حليب سنطرال أمام الملأ، و كأنه يقول لجمهور المداويخ من المقاطعين، إشربوا من ماء البحر!!.
هذا الوزير لثلاث ولايات حكومية على رأس أهم قطاع اقتصادي في المغرب، ( قطاع الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات )، يتجاهل كذلك أنه مسؤول عن صناديق بالملاير الممليرة، تهم المخطط الأزرق و الأخضر إضافة إلى صندوق تنمية القروي.
أخناتوش العظيم، كما يحلو لرواد مواقع التواصل الإجتماعي أن يسموه، نسي كذلك أنه ( هو سباب لبلا ديال بزاااف مغاربة )، لأنه مسؤول سياسيا عن المحافظة العقارية، و ما تعرفه ممتلكات المغاربة، و منهم مغاربة العالم، من استباحة لممتلكاتهم .
و إذا صدقت نية (صديق الملك) كما يسميه عبيده و إيماؤه، في إخراج المغرب من عنق الزجاجة، فلماذا تجاهل مطالب الشعب المغربي المقاطع، و لم يبادر إلى خفض أسعار البترول، وفضل الى جانب غيره الربح الجشع على حساب أمعاء المغاربة الخاوية ؟!!. لماذا تحرك أتباعه من داخل لجنة المالية و ضغطوا في إتجاه عدم فضح ما جاء في تقرير اللجنة البرلمانية الإستطلاعية والمتعلق بالمحروقات.
وعندما إنكشف الربح غير الأخلاقي الذي تجاوز 17 مليار درهم، لماذا لم يفكر مول السوارت، (كما سماه وزير العدل بإسبانيا)، في توزيع هذه المبالغ الضخمة على فئات الشعب المقهور بالجبال و القرى النائية، وفضل مول مروكومول الكذب على الفقراء الأمازيغ بنواحي أكادير وهو يحشد لإستحقاقات 2021 حيث قال لهم (هادشي انا مامسؤولش عليه ، انا عاد جيت). بل ذهب الوزير البورجوازي أبعد من ذلك حيث حملته الحملة الانتخابية على القيام بإثم عظيم ، عندما كان يزكي النزعة العرقية في صفوف الأمازيغ ، ويتباهى بنشوة الإنتصار في معركة الشوارع بمراكش .
هل نسي الوزير السوسي أن معظم وزراء و كتاب وأطر هذه الحكومة أمازيغ ، بل حتى رئيسها العثماني ، أمازيغي .
كنت أتمنى لو أن وزير الما والأرض ( كما يحلو للبعض أن يسميه ) قام بإعداد استراتيجية لحل مشاكل سكان جهة سوس في علاقتهم بالرحل الصحراويين ، التي عصفت بالممتلكات و الأرواح ، ولازالت مفتوحة إلى اليوم على المجهول .
كنت أتمنى من مول السوارت بدل الكذب على المغاربة ، والضرب على الوتر العرقي لأعراض انتخابوية ضيقة، و بدل أن يصرف ملايير الدراهيم على محمية للأسماك بجهة سوس ، ورصد عشرات الهكتارات لهذا المشروع ، الذي لم يشغل سوى حوالي 700 شخص مغربي، بدل كل هذا وغيره مما علمنا منه وما لم نعلم ، لو قام بإصلاح قطاع الصيد البحري الذي يعرف اختلالات بالجملة في الرخص و المأذونيات، ناهيك عن العشوائية في أسعار أنواع السمك والتي يمكن تجاوزها ببعض المراقبة الصارمة والتنظيم القانوني للقضاء على المضاربة وغيرها من الشوائب التي يؤدي ثمنها المواطن البسيط .
هل نسي مول السوارت أنه كان سببا في إدخال الشمال المغربي في متاهة أسئلة حقوق الإنسان و الديموقراطية والبلوكاج الحكومي… باعتباره مسؤولا سياسيا عن وفاة مواطن مغربي بطريقة بشعة. حيث كان استشهاد محسن فكري بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، و أماطت الحجاب عن سوء تدبير مشاريع ملكية من قبيل الحسيمة منارة المتوسط .
وهنا نقول إذا كان مول السوارت صادقا في خدمة الأمازيغ والأمازيغية، فأهل الحسيمة كذلك أمازيغ فماذا قدم لهم؟!!. بل ماذا قدمت للمغاربة قاطبة غير النقاشات البيزنطية (وطالق علينا السماوي و الشفاوي).
لو خرج تقرير إدريس جطو حول المواد الغذائية التي يستهلكها المغاربة لخرص لسان المهرطقين. لا ينطقون كلمة أبد الآبدين. ولو علم المغاربة من المسؤول عن جلب شركات صهيونية لبلادهم في تحد صارخ لرغباتهم لما تشدق أصحاب هذه الأفعال بالوطنية وخدمة المواطنين، لكن الله غالب.
ماذا أقول و صاحبنا له من خزائن الأفعال ما تنوء بحمله سواريتها العصبة أولي القوة. فهو الذي صرف على (طوانغ الحولي حوالي 2 مليار) وفق ما صرح به النقيب محمد زيان. في حين وجد المغاربة ( الطوانغ ) متاحة في الأسواق دون مراقبة بيطرية تذكر. ( أخناتوش العظيم ) هو نفسه الذي امتلك سوارت وزارة المالية لمدة 15 يوما بعد خروج حزب الإستقلال من الائتلاف الحكومي الاول لبن كيران، حيث استغل هذه الفرصة ليقوم بتأمين أسعار المحروقات بأموال المغاربة حفاظا ( زعما ) على تقلبات الأسعار العالمية للمحروقات. و في ما صرح به وزير حقوق الإنسان الأسبق محمد زيان. في تحدي شجاع لمول المازوط. قام أخنوش بهذا التأمين، حفاظا على مصالح لوبي النفط. في الوقت الذي كان يبيع المحروقات للمغاربة بنفس السعر وربما أغلى رغم نزول سعر البرميل.